تطور علمي مذهل: قراءة موجات الدماغ وتحويلها إلى أوامر باستخدام الذكاء الاصطناعي

قراءة موجات الدماغ وتحويلها إلى أوامر باستخدام الذكاء الاصطناعي

حقق فريق بحثي من معهد "دايجو كيونغبووك" للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية إنجازًا جديدًا في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب، حيث نجحوا في تطوير شبكة عصبية متقدمة قادرة على قراءة موجات الدماغ بدقة عالية. هذا الابتكار يُعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لآلية عمل الدماغ البشري، ويمهد الطريق لتطبيقات مستقبلية قد تُحدث تغييرًا جذريًا في مجالات الطب والتكنولوجيا.

آلية عمل التقنية

اعتمدت التقنية الجديدة على شبكة عصبية معقدة قادرة على قراءة موجات الدماغ وتحليلها بدقة تصل إلى 76%. وتتم العملية من خلال نظام متكامل متعدد المراحل، يقوم بتنقية البيانات من الضوضاء وتحليل المعلومات بطريقة دقيقة. المثير في هذا الابتكار أنه يمكنه تفسير نوايا المشاركين، أي الحركات التي كانوا يخططون للقيام بها، بناءً على إشارات دماغهم.

تحديات قراءة موجات الدماغ وتحويلها إلى اوامر

قال البروفيسور باك، قائد الفريق البحثي، إن أبرز التحديات التي واجهت المشروع هي اختلاف بيانات موجات الدماغ بين الأفراد حتى عند تنفيذ نفس المهمة. في الماضي، كانت تتطلب هذه العمليات جمع كمية كبيرة من البيانات عن كل شخص على حدة بعد تدريبه مسبقًا. لكن الخوارزمية الجديدة تجاوزت هذه العقبة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ما يجعلها أكثر كفاءة ومرونة.

تطبيقات مستقبلية واسعة النطاق

أكد البروفيسور باك أن هذه التقنية تفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات متنوعة تشمل مجالات عديدة. ففي الطب، يمكن أن تسهم في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية من خلال تمكينهم من التحكم في الأجهزة باستخدام إشارات الدماغ، بالإضافة إلى تطوير تقنيات متقدمة لتحسين علاج اضطرابات الدماغ مثل الصرع وأمراض الأعصاب. أما في مجال الروبوتات، فتتيح التقنية تحسين التحكم في الروبوتات عبر الأوامر الدماغية، مما يعزز استخدامها في المهام الدقيقة والمعقدة. وفيما يخص واجهات التفاعل بين الدماغ والحاسوب، يمكن لهذه التقنية أن تمكن المستخدمين من التحكم في الأجهزة الذكية والحواسيب بمجرد التفكير، مما يمهد الطريق لثورة في طرق 

التفاعل مع التكنولوجيا.

خطوة نحو المستقبل

هذا الابتكار يمثل تقدمًا مهمًا في مجال دراسة الدماغ البشري، حيث يساهم في تحويل إشارات الدماغ إلى أوامر فعلية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويتوقع الخبراء أن تتطور هذه التقنية في المستقبل لتصبح أكثر دقة وشمولية، مما يجعلها أداة قوية في خدمة الإنسان وتحسين جودة الحياة.

هل يمكن أن يكون هذا الإنجاز بداية لعصر جديد من التواصل بين البشر والتكنولوجيا؟ الأيام القادمة تحمل الكثير من الإجابات.