تتجه شركة "ميتا" إلى اتخاذ خطوة جديدة في استراتيجياتها التشغيلية من خلال خفض حوالي 5% من إجمالي قوتها العاملة، مع تركيز خاص على الموظفين ذوي الأداء المنخفض. وفقًا لتقرير قناة "إن بي سي" الأمريكية، أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة، عن هذا القرار في مذكرة داخلية على منصة الشركة. وأوضح زوكربيرج أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز أداء الشركة في بداية عام 2025، معتبرًا أن تحسين الجودة التشغيلية يتطلب التخلص من الممارسات غير المنتجة.
خطة التخفيض وتأثيرها على الموظفين
من المتوقع أن تُخطر "ميتا" الموظفين المتأثرين بهذا القرار بحلول 10 فبراير. وأكدت الشركة أن المتضررين سيحصلون على حزم مكافآت نهاية الخدمة تتماشى مع التخفيضات السابقة. تأتي هذه الجولة الجديدة بعد تقليص عدد الموظفين بنسبة 25% في عامي 2022 و2023، عندما ألغت الشركة ما يقرب من 21 ألف وظيفة.
خفض العمالة وتأثيراته السوقية
من المتوقع أن تؤثر هذه التخفيضات الجديدة على حوالي 3600 وظيفة، وفقًا لتقرير أرباح الربع الثالث، حيث يبلغ إجمالي عدد موظفي ميتا نحو 72,404 موظفًا. ومع إعلان الشركة عن هذه التخفيضات، شهدت أسهم "ميتا" انخفاضًا بنسبة 2.3%.
توجهات ميتا المستقبلية: تحسين العمليات وتعزيز الأداء
وصف زوكربيرج عام 2023 بـ"عام الكفاءة"، حيث شهدت الشركة تغييرات كبيرة بعد عام 2022 الذي تعرضت فيه لخسائر كبيرة. وعلى الرغم من التحسن الملحوظ في عام 2024 وارتفاع أسهم الشركة بنسبة 67% نتيجة لتوسع استثمارات الذكاء الاصطناعي، إلا أن الشركة ما زالت تواجه تحديات كبيرة، لا سيما في مشروع "ميتافيرس" الذي سجل خسائر تجاوزت 12 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024.
تغييرات في سياسات الشركة وأولوياتها
في سياق آخر، أعلنت ميتا عن إيقاف برنامج التحقق من الحقائق واستبداله بنظام "ملاحظات المجتمع" الذي تتبناه منصة "إكس" المملوكة لإيلون ماسك. وأشار زوكربيرج إلى أن هذا القرار يعكس توجهًا جديدًا للشركة نحو تعزيز حرية التعبير مع تقليل الأخطاء وتحسين السياسات.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
على الرغم من نجاح ميتا في تحقيق أرباح قوية في سبتمبر، إلا أن الاستثمار الضخم في مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي قلص هامش الربح. وتتوقع الشركة نموًا كبيرًا في نفقاتها الرأسمالية خلال عام 2025، حيث تخطط لتوسيع نطاق بنيتها التحتية بما يتماشى مع توجهاتها المستقبلية.
توقعات المستثمرين وتحديات المستقبل
تترقب الأوساط الاقتصادية إعلان نتائج الربع الرابع لعام 2024 في 29 يناير. وفي حين أن الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل أكثر من 90% من الإيرادات، فإن التحديات المرتبطة بمشروع ميتافيرس واستثمارات البنية التحتية تظل قيد النظر، مما يجعل مراقبة الأداء المالي للشركة أمرًا حاسمًا.
إعادة هيكلة شاملة نحو الكفاءة
تمثل تخفيضات العمالة الحالية جزءًا من استراتيجية شاملة لزيادة الكفاءة وتحسين الأداء داخل "ميتا". ومع تحول تركيزها نحو استثمارات الذكاء الاصطناعي وتحسين العمليات، تأمل الشركة أن تحقق توازنًا بين نمو الإيرادات وخفض النفقات التشغيلية، مع الحفاظ على تنافسيتها في سوق التكنولوجيا سريع التطور.
